نظمت أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، يومي 4 و5 نونبر 2025، ندوة علمية وطنية ودولية رفيعة المستوى تحت عنوان "الصحراء المغربية: التاريخ والتحديات الجيوستراتيجية"، وذلك احتفاء بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المظفّرة، التي تزامنت مع التحول التاريخي الذي شهده يوم 31 أكتوبر المنصرم والمتمثل في ترسيخ سيادة المملكة الكاملة على أقاليمها الجنوبية.

وقد تشرفت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة بحضور ومشاركة الأستاذ الدكتور عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، والأستاذ الدكتور الحسين أزدوك، رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، اللذين أكدا في كلمتيهما على الأهمية الوطنية والعلمية لهذه المبادرة الفكرية التي تعبر عن تلاحم المؤسسات الأكاديمية والعلمية الوطنية في خدمة القضايا المصيرية للمملكة، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.

وشهدت الندوة مشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين المتخصصين في التاريخ والقانون الدستوري والعلاقات الدولية، إلى جانب شخصيات سياسية بارزة وخبراء دوليين في مجالات الجغرافيا السياسية والقانون الدولي العام، قدموا عروضا علمية وتحليلات معمقة حول التطورات الجيوسياسية والدبلوماسية التي تعرفها القضية الوطنية في ظل الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء.

كما شكل هذا اللقاء الفكري مناسبة لتسليط الضوء على الدور الريادي للمغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في تكريس السلم والأمن الإقليميين، من خلال مبادرة الحكم الذاتي التي يعتبرها المنتظم الدولي الحل الواقعي والعادل والدائم للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وفي هذا السياق العلمي، تم استحضار القرار الحاسم لمجلس الأمن الدولي رقم 2797، بتاريخ 31 أكتوبر 2025، الذي أكد أن مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية يمثل الحل الواقعي والعملي الوحيد لتسوية النزاع حول الصحراء، إذ يكرس مصداقية الموقف المغربي داخل المنتظم الدولي، والمكانة الجيوستراتيجية المتنامية للمملكة المغربية، باعتبارها فاعلًا محوريًا ومسؤولًا في تعزيز السلم الإقليمي والدولي، ويترجم التحول النوعي في مواقف أزيد من ثلثي الدول عبر العالم، التي باتت تدعم بشكل واضح اامبادرة الملكية للحكم الذاتي.

وقد توزّعت أشغال الندوة حول أربعة محاور رئيسية:

• المسيرة الخضراء: التاريخ، والأرشيف، والذاكرة الوطنية، والإثنوغرافيا.
• خمسون عاما من التنمية الاقتصادية والبشرية والثقافية في الأقاليم الجنوبية.
• البعد الدولي للمسيرة الخضراء.
• دور المسيرة الخضراء في ترسيخ المسار الديمقراطي والوحدة الوطنية في المغرب.

واختتمت الندوة بالتأكيد على أن قضية الصحراء المغربية ليست مجرد قضية حدود، بل قضية وجود ووحدة وهوية وطنية، تجسد الاستمرارية التاريخية والسيادة الوطنية للمملكة. كما أبرز المشاركون الدور الحيوي للبحث العلمي والفكر الجامعي في ترسيخ الوعي الوطني والدبلوماسي بالقضية الوطنية الأولى، وجعلها موضوعا دائما للنقاش الأكاديمي الرصين، في سبيل خدمة الوطن والدفاع عن مقدساته وثوابته